وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي:
(وما استخبأت من رجل خَبيئاً ... كدينِ الصِّدْقِ أو حسبٍ عتيقِ) (256)
(قد قِيلَ ذلكَ إنْ حقّاً وإنْ كَذِباً ... فما اعتذارُكَ من شيءٍ إذا قِيلا)
(257)
قال أبو بكر: معناه: قد قيل ما لزمك عيبه عند بعض السامعين له، فمتى اعتذرت، لم تمح ما استقر في نفوسهم (258) .
وأول من قال هذا، وتمثل به، النعمان بن المنذر يخاطب به الربيع بن زياد العبسي.
وكان أبو براء (259) ، وهو عامر بن مالك بن جعفر مُلاعب الأسنة، وإنما سمي ملاعب الأسنة، لقول الشاعر (260) في أخيه طفيل بن مالك: / 187 / أ
(فِراراً وأسلمتَ ابنَ أُمِّكَ عامِراً ... يُلاعبُ أطرافَ الوشيجِ المُزَعْزَعِ)
وفد في رهط من بني جعفر على النعمان بن المنذر، ومعهم لبيد بن ربيعة (261) ، وهو يومئذ غلام. فوجدوا عند النعمان الربيع بن زياد العبسي - وكانت أمه فاطمة ابنة الخُرْشُب الأنمارية من [بني] (262) أنمار بن بغيض، وهي أم الكَمَلَة: عمارة (190) الوهاب، وأنس الفوارس، وقيس الحفاظ، والربيع الكامل - مع تاجر من تجار الشام، يقال له: سرجون بن توفيل، وكان له حريفاً (262) يبايعه، وكان أديباً، حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان، فكان إذا أراد أن يخلو على شرابه، بعث إليه، وإلى النطاسي، متطبب كان له، وإلى الربيع. وكان الربيع من ندمائه.