وإنما قال: وملائهم، فجمع، لأن فرعون كان ملكاً، والملك [إذا] ذُكر، ذهب الوهم إليه وإلى أتباعه. الدليل على هذا قولهم: قد قَدِمَ الخليفة المدينة، فكثر الناس بها، وغلتِ الأسعار. يراد بالخليفة [الخليفة] وأتباعه.
قال أبو بكر: السفاح، معناه في كلام العرب: الزنا. قال الشاعر:
(وما ولدتكمْ حيَّةُ ابنةُ مالكٍ ... سِفاحاً وما كانت أحاديثَ كاذب) (?)
(ولكِنْ نرى أقدامَنا في نِعالِكم ... وآنُفَنا بين اللَّحى والحواجبِ) (?)
وقال الله جل وعلا: {مُحْصَنِينَ غيرَ مُسافِحينَ} (?) ، أراد: غير مُزانين. وقيل للزنا: سِفاح، لأن سبيل الفاعل له أن يسفح عليه الماء، فجعل كناية عنه. فكان الرجل منهم في الجاهلية يقول للمرأة سافحيني، يريد: زانيني، استقباحاً للتصريح (?) بالزنا، وتقديراً ان (?) هذا أحسن.
ويمكن أن يكون الزنا سمي سفاحاً، لما يسفحه الرجل من مائه عند الجماع، وتفعل المرأة مثله. ومعنى " السفح " في اللغة: الصبُّ. قال الله عز وجل: {أو دماً مسفوحاً} (?) ، أراد: مصبوباً. قال الشاعر (?) :
(أقولُ ونِضوي واقِفٌ عندَ رِمْسِهَا ... عليك سلامُ اللهِ والعينُ تَسْفَحُ)
وشبيه بالسفاح: الشِغار، وهو على مثاله في اللفظ. قال النبي: (لا