أعطو عطواَ: إذا تناولت. قال امرؤ القيس (?) :
(وتعطو برَخْصٍ غيرِ شثنٍ كأنّه ... أساريعُ ظَبْيٍ أو مساويكُ إسْحِلِ) (158)
معناه: وتتناول هذه المرأة ببنان رخص غير خشن، كأنه أساريع ظبي.
ظبي: اسم كثيب، والكثيب: الجُبَيْل (?) من الرمل. وأساريعه دوابّ يكن فيه، يشبهن العَظاء. وواحد الأساريع: أُسروع (?) . ويقال: يَسروع (?) ، ويَساريع، بهذا المعنى.
وأخذه ذو الرمة (?) من امرىء القيس فقال:
(خراعيبُ أُمْلودٍ كأنَّ بنانَها ... بناتُ النَّقا تَخْفى مِراراً وتظهرُ)
الخراعيب الأغصان. والأملود (?) : نبات ناعم يتثنى. وبنات النقا: دوابّ يكُنَّ في الرمل، يشبهن العظاء. والنقا من الرمل، تثنيته: نقوان، ونقيان. والإِسْحِل (?) : شجر له أغصان دِقاق، تتخذ منها المساويك. فشبه البنان بها في دقتها. والبنان: أطراف الأصابع. ويقال: البنان الأصابع بعينها. قال الله جل اسمه: {واضربوا منهم كلَّ بنانٍ} (?) . وقال عنترة (?) :
(عهدي به شدَّ النهارِ كأنّما ... خُضِبَ البنانُ ورأسُهُ بالعِظْلِمِ)
وأنشدنا أبو العباس بيتاً يشبه بيت ذي الرمة وبيت امرىء القيس:
(وكفٍّ كعُوَّاذِ النقا لا يضِيرها ... إذا بَرَزَتْ أن لا يكونَ خِضابُ) (?) (159)
أراد بعواذ النقا: الدواب التي تشبه العظاء، واحدها: عائذة. ووصفت بذلك، لأنها تلزم الرمل، فلا تكاد تبرح منه.