(122)
قال أبو بكر: الذرية: الأولاد وأولاد الأولاد. والذرية فيها أوجه: أحدهن: أن تكون مأخوذة من: ذرأ الله الخلق، فيكون أصلها: ذُروءة، تُرك همزها، وأُبدل من الهمزة ياء، فصارت: ذُروية، فلمّا اجتمعت الياء والواو، والسابق ساكن، أبدل من الواو ياء، وأُدغمت في الياء [التي] بعدها، وكُسرت الراء (?) لتصبح الياء.
والوجه الثاني: أن تكون منسوبة إلى الذَّرّ.
والوجه الثالث: أن تكون مأخوذة من ذروت، فتكون: فُعْلُولَة، ويكون أصلها: ذُرورة فأُبدل من الراء [التي] بعد الواو ياء، وأبدل من الواو ياء، وأدغمت في الياء التي بعدها.
ومن العرب مَنْ يكسر الذال فيقول: هؤلاء ذِرِّيَّة فلان، قال الله عز وجل: / {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مع نوح} (?) ، وقرأ زيد بن ثابت (?) : {ذِرِّيَّةَ منْ حَمَلْنا مع نوح} ، 169 / أوقرأ بعض القراء (?) : {ذَرِيَّة مَنْ حَملنا مع نوح} ، بفتح الذال وتخفيف الراء. فأخرجها مخرج: البَرِيّة.
قال أبو بكر: الخابية، معناها في كلامهم (?) : التي تُخَبأ الأشياء فيها. قال أبو عبيدة وأبو عبيد (?) : الخابية، مأخوذة من: خبأت، بنيت على ترك الهمز، (123) كما بني " النبي " على ترك الهمز، وهو مأخوذ من " النبأ ".