(لمّا وردنَ نَبيّاً واستتبَّ بنا ... مُسْحَنْفِرٌ كخطوطِ السِّيحِ مُنْسَحِلُ)
وقال الآخر (?) :
(فأصبحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصى ... مكانَ النّبيِّ من الكاثِبِ)
ويجوز أن يكون " النبي " سمي " نبياً " لأنه ينبىء عن الله عز وجل، أي: يُخبر عنه. أُخِذَ من " النبأ "، وهو الخبر، قال الله عز وجل: {عَمَّ يتساءلونَ عن النبأ العظيمِ} (?) ، ويكون الأصل فيه: " نبيئاً "، فتُرك همزُه، وأُبدل من الهمزة ياء، وأُدغمت الياء الأولى فيها.
وكان نافع (?) يهمز " النبي " في جميع القرآن لأنه كان يأخذه من " النبأ "، (120) والاختيار (?) ترك الهمز فيه، لأنه مذهب قريش وأهل الحجاز، وهو لغة النبي. وقد جاء في الخبر: (أن رسول الله قال له رجل: يا نبيء الله، فقال: لست بِنبيء الله، ولكني نبيُّ اللهِ) (?) فأنكر الهمز، لأنه لم يكن من لغته.
قال أبو بكر: في قريش أربعة أقوال.
قال محمد (?) بن سلام: سُميت قريش قريشاً بدابّة في البحر عظيمة الشأن، تبتلع جميع الدواب. فشُبِّهت قريش بها.
وقال غيره: سميت قريش قريشاً، لأنهم كانوا يتجرون ويأخذون ويعطون. وقال: هو / مأخوذ من قولهم: قد قرش الرجل يقرش: إذا تجَر وأخذ وأعطى. 168 / ب