والوجه الرابع: ولا إلهٌ غيرَك؛ بنصب غير، ورفع إله، فإله يرتفع بغير، وغير تُنصب (?) لحلولها في محل " إلا ". كأنه قال: ولا إلهٌ إلا أنتَ.

وقال الفراء (?) : مَنْ قرأ {مالكم من إلهٍ غيرهِ} خفض (?) غيراً على النعت لإله، ومَنْ قرأ: {مالكم من إلهٍ غيرُهُ} جعل: غيراً نعتاً لإِله في التأويل، لأن التأويل: مالكم إلهٌ غيرُهُ. وكذلك: {هل من خالق غيرِ الله} غيرِ مخفوضة (?) على النعت للفظ خالق. ومَنْ (?) قرأ: {هل من خالق غيرُ الله} ، رفع: غيراً على النعت لتأويل خالق، لأن التأويل: هل خالق غيرُ الله.

28 - وقولهم: أعوذُ بالسميعِ العليمِ من الشيطان الرجيم

قال أبو بكر: في الشيطان (?) قولان:

أحدهما: أن يكون سُمي شيطاناً لتباعده من الخير. أخذ من قول (23 / ب) العرب: دار شَطون، ونوى شَطون، أي: بعيدة. / قال نابغة بني شيبان (?) :

(فأضحتْ بعدما وَصَلَتْ بدارٍ ... شَطونٍ لا تُعادُ ولا تعودُ)

والقول الثاني: أن يكون الشيطان سُمي شيطاناً، لغيِّه وهلاكه. أُخِذ من قول العرب: قد شاط الرجل يشيط: إذا هلك. قال الأعشى (?) (151)

(قد نطعنُ العيرَ في مكنونِ فائِلِهِ ... وقد يشيطُ على أرماحِنا البطلُ)

أراد: وقد يهلك على أرماحنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015