556 - وقولهم: لا أطلبُ أَثَراً بعد عَيْنٍ

(349)

قال أبو بكر: العين: نفس الشيء، يقال: هذا ثوبي بعينه وحقيقته فمعنى هذا المثل: لا أترك نفس الشيء وأطلب أَثَرَهُ.

وقال قوم (350) : العين: المعاينة. ومعنى المثل عندهم (351) : لا أترك الشيء (53) وأنا أعاينه، وأطلب أثره بعد أن يغيب عني. والعين عند العرب: حقيقة الشيء، يقال: قد جئتك به من عين صافيةٍ، أي: من فَضِّهِ وحقيقته. والعين أيضاً عندهم: الرقيب. قال جميل (352) :

(رمى اللهُ في عَيْنَي بثينةَ بالقَذَى ... وفي الغُرِّ من أنيابِها بالقوادحِ)

معناه: رمى الله في رقيبيها اللذين يرقبانها، ويحولان بينها وبيني.

ويقولون: فلان عين الجيش، يريدون: رئيسه. والعين أيضاً عندهم: مطر أيام لا يُقْلعُ (353) . وقال أبو ذؤيب (354) في العين التي تأويلها الرقيب:

(ولو أنني استودَعْتُهُ الشمسَ لارتَقَتْ ... إليه المنايا عَيْنُها ورسولُها)

557 - وقولهم: قد دارَيْتُ الرجلَ

(355)

قال أبو بكر: معناه: قد لا ينته. وأصل هذا من قولهم: قد داريت الظبي، ودَرَيته: إذا احتلتُ له، وختلتُهُ، حتى أصيده. قال الشاعر (356) :

(348) الفاخر 105، إصلاح المنطق 315، شرح أدب الكاتب 159.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015