فإذا أرسلته إرسالاً متصلاً قيل: قد أشاعت به. قال الشاعر (?) :
(إذا ما دعاها أَوْزغتْ بكراتُها ... كإيزاغِ آثارِ المُدى في الترائبِ)
(?) (199 / ب)
/ قال أبو بكر: معناه: قد ذهب به حبُّه كلَّ مذهب. قال الفراء (?) : هو من الشَعَف، والشعف عند العرب: رؤوس الجبال، وواحد الشَعَف: شَعَفَة: فكأن معنى: شُعف بفلان: ارتفع حبه إلى أعلى المواضع من قلبه. هذا مذهب الفراء.
وقال غيره: الشَعَف هو الذُّعْر. فكأن المعنى: هو مذغور خائف قلق.
قال أبو عبيدة (?) : قال إبراهيم النخعي: الشَّعَف: شعف الدابة حين تُذْعَرُ. قال أبو عبيد (?) : ثم نقلته العرب من الدواب إلى الناس. وأنشد لامرىء القيس (?) :
(ليقتلني وقد شَعَفْتُ فؤادَها ... كما شَعَفَ المهنوءَةَ الرجلُ الطالي) (621)
قال: فالشعف الأول: هو من الحب، والثاني: من الذعر، شبه أحدهما بصاحبه.
وقرأ أبو رجاء والحسن (?) : {قد شَعَفَها حبّاً} (?) ، وقرأ سائر القراء (?) : {قد شَغَفَها حبّاً} .