قال أبو بكر: قال أبو العباس: إنما سمي الخريف خريفاً، لأنه وقت خَرْفِ النخل، أي: وقت اجتناء ثمره. فجُعل ذلك الفعل اسماً للزمان، ونُسب إليه.
قال أبو العباس: يقال أيضاً: إنما سمي الخريف خريفاً، لتعجُّلِ مطرِهِ ونباتِهِ. وأنشد لابن مقبل (?) :
(رَعَتْ بُرَحَايا في الخريفِ وعادةٌ ... لها بُرَحَايا كلَّ شعبانَ تُخْرَفُ)
أراد: بتخرف: أنها تُسقى ماء المطر.
وقال أبو العباس: إنما قيل لأول أمطار السنة: الوسميّ (?) ، لأنه يسم الأرض ويؤثر فيها. ويقال للمطر الثاني: الوليُّ (?) . ويقال للمطر الذي يكون في (589) الصيف، في وقت توقد الشمس وحرارتها: الحميم (?) . قال أبو العباس: إنما سمي حميماً لأنه يشعل ما يقع عليه (?) ، ويحميه. قال الشاعر (?) :
(هُنالك لو دعوتَ أتاكَ منهم ... أُناسٌ مِثلُ أَرْمِيَةِ الحَمِيمِ)
قال أبو العباس: الأرمية: سحابة تكون في موضع من السماء، فيجتمع إليها السحاب وينضَمّ، حتى يعظُمَ ويكثُفَ. فأراد الشاعر: أنّ هؤلاءَ القوم في بأسهم وشدتهم، مثل هذه السحابة في كثافتها. ويقال: رَمِيٌّ لهذه السحابة (?) .