الدور فيها. قال: ويقال للطريقة المستوية المصطفة من النخل: سكة. قال النبي: (خيرُ المالِ سِكّة مأبورةٌ ومُهْرَةٌ مأمورةٌ) (?) . السكة: الطريقة المستوية من النخل. والمأبورة: الملقّحة، يقال: أَبَرت النخل أَبِرها أَبْراً: إذا لقحتها.

من ذلك الحديث الذي يُروى: (مَنْ باعَ نخَلاً قد أُبِّرت فثمرها للبائع، إلا أنْ يشترطَ المبتاعُ) (?) .

ويقال: قد ائتبرت غيري: إذا سألته أنْ يأبِرَ لك نخلَك. قال طرفة (?) :

(ولِيَ الأصلُ الذي في مثله ... يُصْلحُ الآبِرُ زرعَ المُؤتَبِرْ)

المؤتبر: رب الزرع، والآبر: الملقح.

والمهرة المأمورة هي الكثير النتاج. وفيها لغتان: مهرة مأمورة، ومهرة مُؤْمَرة. يقال: أمرها الله، وآمرها: إذا أكثرها. قال الله عز وجل: {وإذا أردنا (156 / أ 510} أنْ نُهْلِكَ قريةً أَمَرْنا مُترفيها) (?) ففي هذا ثلاثة أوجه: / أحدهن (?) أن يكون المعنى: أمرناهم بالطاعة فعَصَوْا. والقول الثاني: أن يكون معنى أمرناهم: أكثرناهم.

والقول الثالث: أن يكون معنى أمرناهم: جعلناهم أُمراء، من قول العرب: أميرٌ غيرُ مأمورٍ.

وقرأ أبو عثمان النهدي (?) : {أَمَّرْنا مترفيها} [وقرأ أبو عمرو (?) : {أَمَرْنا مترفيها} ، على معنى: أكثرنا مترفيها] . وقرأ الحسن (?) : {أَمِرْنا مترفيها} ، بكسر الميم. وكان الفراء (?) يُضَعِّف هذه القراءة، لأن " أَمِر " لا يتعدى إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015