(131)
قال أبو بكر: فيه قولان، قال جماعة من أهل اللغة: معناه: هلموا إلى (16 / ب) الفوز، وقالوا: يقال: / قد أفلح الرجل: إذا أصاب خيراً. من ذلك الحديث الذي يُروى: (استفلحي برأيِكِ) (?) ، فمعناه: فوزي برأيك. قال لبيد (?) :
(اعقلي إنْ كنتِ لمّا تعقلي ... ولقد أَفْلَحَ مَنْ كانَ عَقَلْ)
معناه: ولقد فاز. ومنه قول الله - عز وجل - وهو أصدق قيلاً: {وأولئك هم المفلحون} (?) . معناه: هم الفائزون.
وقال آخرون: حي على الفلاح، معناه: هلموا إلى البقاء، أي أقبلوا على سبب البقاء في الجنة. قال: والفَلَحُ والفلاحُ عند العرب: البقاء. قال أبو بكر: أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى:
(لكلِّ هَمٍّ من الهموم سَعَهْ ... والمُسْيُ والصبحُ لا فَلاَحَ مَعَهْ) (?)
أراد: لا بقاء معه ولا خلود. [قال أبو بكر: وهي للأضبط بن قُرَيعْ (?) مع أبيات بعدها. ويقال: إنها من أول ما قيل من الشعر] (?) وقال لبيد (?) : (132)
(لو كانَ حيُّ مُدركَ الفلاحِ ... )
(أدركَهُ مُلاعبُ الرماحِ ... )
وقال عبيد [بن الأبرص] (?) :
أَفلحْ بما شئتَ فقد يُدْرَك بالضَّعْفِ وقد يُخْدَعُ الأَريبُ