قال أبو بكر: معناه: أعلم وأبيِّن أن محمداً متابع للإخبار عن الله عز وجل.
والرسول معناه في اللغة الذي يتابع أخبار الذي بعثه. أُخِذ من قول العرب: قد جاءت الإِبل رَسَلاً: إذا (?) جاءت متتابعة. قال الأعشى (?) :
(يسقي دياراً لنا قد أَصْبَحَتْ غَرَضا ... زوراءَ أَجْنَفَ عنها القَوْدُ والرَّسَلُ) (15 / أ) / القود: الخيل، والرسل: الإِبل (?) المتتابعة.
والرسول يقال في تثنيته: رسولان، وفي جمعه: رسُل. ومن العرب مَنْ يُوحِّده في موضع التثنية والجمع، فيقول: الرجلان رسولك والرجال رسولك. قال الله - عز وجل - في موضع: {إنَّا رسولا ربِّك} (?) ، وقال في موضع آخر: (128) {إنَّا رسولُ ربِّ العالمينَ} (?) . فالموضع الذي قال فيه: {إنا رسولا ربك} ، خرج الكلام فيه على الظاهر، لأنه إخبار عن موسى وهارون. والموضع الذي قال فيه: {إنا رسولُ ربِّ العالمين} (?) ، قال يونس (?) وأبو عبيدة (?) : وحد الرسول (?) ، لأنه في معنى الرسالة، كأنه قال: إنّا رسالةُ ربِّ العالمين. واحتج يونس بقول الشاعر: