الفقراءُ وإذا أصحابُ الجَدِّ محبوسون) (?) . فمعناه: وإذا أصحاب الغنى في الدنيا محبوسون (?) . قال: وهو بمنزلة قوله عز وجل: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ} (?) وقوله (?) : {وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زُلفى إلاّ مَنْ آمن وعَمِلَ صالحاً (28} ) .

/ وقال غير أبي عبيد: الجَدُّ في هذا الموضع الحظ وهو الذي تسميه العوام (9 / أ) البخت. والمعنى عندهم: ولا ينفع ذا الحظ منك الحظ إنما ينفعه العمل بطاعتك. وقالوا هو مأخوذ من قول العرب: لفلان جَدٌّ في الدنيا، أي: حظ وبخت؛ قال امرؤ القيس (?) :

(ألا يا لهفَ نفسي إثر قوم ... هم كانوا الشِّفاءَ فلم يُصابوا)

(وقاهم جَدُّهم ببني أبيهم ... وبالأَشْقَيْنَ ما كانَ العقابُ)

أراد (?) : وقاهم حظهم. وقال الأخطل (?) :

(أعطاكم الله جَدّاً تنصرونَ به ... لا جَدَّ إلاّ صغيرٌ بعدُ مُحْتَقَرُ)

ومنه قول الآخر (?) :

(عِشْ بجَدٍ ولا يَضركَ نَوْك ... إنّما عيشُ مَنْ ترى بالجدودِ)

قال أبو بكر: وسمعت أبا العباس يقول: الجد في كلام العرب ينقسم على (113) أقسام:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015