قال أبو بكر: في قولهم: لا حول ولا قوة إلا بالله خمسة أوجه من الإعراب: أحدهن (?) لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، على أن تنصب الحول بلا، على (105) التبرئة، وتجعل القوة نسقاً على الحول، والباء خبر التبرئة. والخليل وسيبويه (?) يسميان التبرئة: النفي.

والوجه الثاني: لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله. فترفع الحول بلا، وتجعل القوة نسقاً على الحول. وقد قُريء بالوجهين (?) جميعاً في كتاب الله عز وجل: {فلا رَفَثَ ولا فسوقَ ولا جدالَ في الحج} (?) ، وقرأوا (?) : {فلا رفثٌ ولا فسوقٌ ولا جدالٌ في (6 / ب} الحج) . / وقرأوا: {لا بيعَ فيه ولا خُلَّةَ ولا شفاعةَ} (?) و {لا بيعٌ فيه ولا خُلَّةَ ولا شفاعةٌ} .

قال الفراء (?) : إنما يحسن فيه الرفع إذا نُسِقَ عليه بولا، فإذا لم ينسق عليه بولا فاختياره النصب كقوله جل وعز: {ألم ذلكَ الكتابُ لا ريبَ فيه} (?) ، الريب منصوب بلا على التبرئة و (فيه) خبر التبرئة، قال: ولم يقرأ أحد من القراء: لا ريب فيه، بالرفع. قال أبو بكر: وزعم الفراء أنها لغة للعرب، وحكى عن بعضهم: " لا إلهٌ إلّا الله ". ومن ذلك قول جرير (?) :

(نُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يسبني ... وعَمرو بن عِفْرَى لا سلامٌ على عَمرِو)

وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015