وأصل الذكاء في اللغة تمام الشيء وكماله، ومن ذلك الذكاء في السن والفهم تمامها وفرس مذك إذا استتم قروحه وذلك تمام قوته ورجل ذكي أي تام الفهم سريع القبول وذكيت النار اتممت وقودها وكذلك قوله: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} أي ذبحتموه على التمام. وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: "انا لاقو العدو غدا وليس معنا مدى فبأي شيء نذبح"؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "انهروا الدم بما شئتم الا الظفر والسن وسأحدثكم أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبش" 1.

وفي حديث عدي انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم انا نصيد الصيد ولا نجد ما نذكي به الا الظرار2 فقال "امر الدم بما شئت" 3.

وقال ابن عباس كل ما افرى الاوداج غير مثرد4.

فاما قوله: انهروا الدم بما شئتم فمعناه سليوه حتى يجري كالنهر الذي يجري فيه الماء ومعناه قطع الاوداج والمبالغه في استيعاب قطعها وكل شيء وسعته فقد انهرته ومنه قول الشاعر يصف طعنة:

ملكت بها كفى فانهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها5

والسن والظفر كل سن وكل ظفر كانا منزوعين أو غير منزوعين لا يجوز الذكاة بهما

والظرار واحدتها ظرر وهو حجر محدد صلب ويجمع الظرر ظرانا ومنه قول لبيد بن ربيعة:

بجسره تنجل الظران ناحية ... اذا توقد في الديمومة الظرر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015