حيث جئت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم أخذ يعتذر له, ثم قال: إنما فرضت لأقوام أجحفت بهم الفاقة وهم سادات عشائرهم لما ينوب من الحتوف، قال عدي: فلا أبالي إذًا. خرجه البخاري بتمامه، وهو لمسلم مختصر.

وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بن الخطاب بعسفان -وكان قد استعمله على مكة- فقال: من استعملت على أهل الوادي? قال: ابن أبزي? قال: ومن ابن أبزي? فقال: مولى من موالينا، فقال: استعملت عليهم مولى? فقال: إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب قومًا ويضع به آخرين". خرجه مسلم.

وعن ليث بن أبي سليمان قال: بلغني أن عمر بن الخطاب عوتب في جهده نهارًا في أمور الناس, وفي إجهاده ليلًا في أمور آخرته فقال لهم: إن أنا نمت نهاري ضاعت الرعية، وإن نمت ليلي ضيعت نفسي، فكيف بالنوم معهما?! خرجه نظام الملك في أماليه.

وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر إلى السوق فلحقته امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغارًا، والله ما ينضجون كراعًا ولا لهم ضرع ولا زرع وخشيت عليهم الضيعة، وأنا ابنة خفاف بن أيمن الغفاري، وقد شهد أبي الحديبية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوقف معها ولم يمض وقال: مرحبًا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطًا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعامًا وجعل بينهما نفقة وثيابًا، ثم ناولها خطامه فقال: اقتاديه فلن يفنى هذا حتى يأتيكم الله بخير، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين أكثرت لها، فقال: ثكلتك أمك!! والله إني لأرى أبا هذه وأخاه وقد حاصرا حصنًا زمانًا فافتتحاه, ثم أصبحنا نستفيء سهامهما. خرجه البخاري.

"شرح" ظهير أي: قوي وناقة ظهير، وأصله من الظهير: المعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015