فقال له الإنسي: إني لأراك ضئيلًا سخيفًا كأن ذراعيك ذراعا كلب، أفكذلك أنتم معشر الجن أم أنت منهم كذا? قال: والله إني منهم لضليع، ثم قال: عاودني الثالثة, فإن صرعتني علمتك شيئًا ينفعك فعاوده فصرعه، قال: هات علمني، قال: هل تقرأ آية الكرسي? قلت: نعم، قال: فإنك لا تقرؤها في بيت إلا خرج منه الشيطان ثم لا يدخله حتى يصبح، فقال رجل من القوم: من ذلك الرجل يا أبا عبد الله من أصحاب محمد؟ أهو عمر? قال: من يكون إلا عمر بن الخطاب؟

ذكر اختصاصه بشهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفي حب مطلق الباطل عنه:

عن الأسود بن سريع قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله, إني قد حمدت الله تبارك وتعالى بمحامد ومدح وإياك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن ربك تعالى يحب المدح، هات ما امتدحت به ربك تعالى" قال: فجعلت أنشده، فجاء رجل يستأذن, أدلم طوال أعسر أيسر، قال: فاستنصتني له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووصف لنا أبو سلمة كيف استنصته قال: كما يصنع بالهر, فدخل الرجل فتكلم ساعة ثم خرج، ثم أخذت أنشده أيضًا ثم رجع بعد، فاستنصتني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووصفه أيضًا، فقلت: يا رسول الله, من ذا الذي تستنصتني له? فقال: "هذا رجل لا يحب الباطل، هذا عمر بن الخطاب" خرجه أحمد.

"شرح" الأدلم: الأسود, أعسر أيسر تقدم في فصل صفته، وأطلق على هذا باطلًا وهو متضمن حقا؛ لأنه حمد ومدح لله تعالى ولرسوله لأنه من جنس الباطل، إذ الشعر كله من جنس واحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015