وَاسْتولى على أمره الْعدْل ابْن العجمي أَبُو صَالح وَكَانَ سعد الدّين كمشتكين الْخَادِم مقدم الْعَسْكَر وأمير المعشر وَهُوَ صَاحب حصن حارم وَقد حسده أَمْثَاله من الْأُمَرَاء والخدام فَسَلمُوا لِابْنِ العجمي الاستبداد بتدبير الدولة فقفز عَلَيْهِ الاسماعيلية يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة فِي جَامع حلب فَقَتَلُوهُ

واستقل كمشتكين بِالْأَمر فَتكلم فِيهِ حسّاده وَقَالُوا للْملك الصَّالح مَا قتل وزيرك ومشيرك ابْن العجمي إِلَّا كمشتكين فَهُوَ الَّذِي حسن ذَلِك للاسماعيلية وَقَالُوا لَهُ أَنْت السُّلْطَان وَكَيف يكون لغيرك حُكمٌ أَو أَمر فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى قبض عَلَيْهِ وطالبوه بِتَسْلِيم قلعة حارم وأوقعوا بهَا لأَجله العظائم فَكتب إِلَى نوابه بهَا فنبوا وأبوا فَحَمَلُوهُ ووقفوا بِهِ تَحت القلعة وخوّفوه بالصرعة فَلَمَّا طَال أمره قصر عمره واستبد الصغار بعده بالأمور الْكِبَار وامتنعت عَلَيْهِ قلعة حارم وجرد إِلَيْهَا العزائم وَنزل عَلَيْهِ الفرنج ثمَّ رحلوا بقطيعةٍ بذلها لَهُم الْملك الصَّالح واستنزل عَنْهَا أَصْحَاب كمشتكين وَولى بهَا مَمْلُوكا لِأَبِيهِ يُقَال لَهُ سرخك

وَقَالَ ابْن الْأَثِير سَار الْملك الصَّالح من حلب إِلَى حارم وَمَعَهُ كمشتكين فعاقبه ليأمرَ من بهَا بِالتَّسْلِيمِ فَلم يجب إِلَى مَا طلب مِنْهُ فعلق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015