الأول الَّذين بذكرهم ترتاح النُّفُوس وَيذْهب البوس وَلَقَد رَأَيْت مَجْلِسا جمع ثَلَاثَة عشر مدرسا وَفِيهِمْ قَاضِي الْقُضَاة لذَلِك الزَّمَان وَغَيره من الْأَعْيَان فَجرى بَينهم وَأَنا أسمع ذكر من تحرم عَلَيْهِ الصَّدَقَة وهم ذَوُو الْقُرْبَى المذكورون فِي الْقُرْآن فَقَالَ جَمِيعهم بَنو هَاشم وَبَنُو عبد الْمطلب وَعدلُوا بأجمعهم فِي ذَلِك عَمَّا يجب فتعجبت من جهلهم حَيْثُ لم يفرقُوا بَين عبد الْمطلب وَالْمطلب وَلم يهتدوا إِلَى أَن الْمطلب هُوَ عَم عبد الْمطلب وَأَن عبد الْمطلب هُوَ ابْن هَاشم فَمَا أحقهم بلوم كل لائم إِذْ هَذَا أصل من أصُول الشَّرِيعَة قد أهملوه وَبَاب من أَبْوَاب الْعلم جهلوه وَلزِمَ من قَوْلهم إِخْرَاج بني الْمطلب من هَذِه الفضيله فابتغيت إِلَى الله تَعَالَى الْوَسِيلَة وأنفت لنَفْسي من ذَلِك الْمقَام فأخذتها بِعلم أَخْبَار الْأَنَام وَتَصْحِيح نسبتها وإيضاح محجتها فَإِن كثيرا مِمَّن يحفظ شَيْئا من الوقائع يفوتهُ معرفَة نسبتها إِلَى أَرْبَابهَا وَإِن نَسَبهَا خلط فِيهَا وصرفها عَن أَصْحَابهَا وَهُوَ بَاب وَاسع غزير الْفَوَائِد صَعب المصادر والموارد زلت فِيهِ قدم كثير من نقلة الْأَخْبَار ورواة الْآثَار
ثمَّ أردْت أَن أجمع من هَذَا الْعلم كتابا يكون حاويا لما حصلته وأتقن فِيهِ مَا خبرته فعمدت إِلَى أكبر كتاب وضع فِي هَذَا الْفَنّ على طَريقَة الْمُحدثين وَهُوَ تَارِيخ مَدِينَة دمشق حماها الله عز وَجل الَّذِي صنفه الْحَافِظ الثِّقَة أَبُو الْقَاسِم على بن الْحسن العساكري رَحمَه الله وَهُوَ ثَمَانِي