قَالَ الْعِمَاد ثمَّ عَاد نور الدّين إِلَى حلب فِي شهر رَجَب وَضربت خيمته فِي رَأس الميدان الْأَخْضَر
قَالَ وَكَانَ مُولَعا بِضَرْب الكرة وَرُبمَا دخل الظلام فلعب بهَا بالشموع فِي اللَّيْلَة المسفرة ويركب صَلَاح الدّين مذكرا كل بكرَة وَهُوَ عَارِف بآدابها فِي الْخدمَة وشروطها الْمُعْتَبرَة وأقطعه فِي تِلْكَ السّنة ضيعتين إِحْدَاهمَا من ضيَاع حلب وَالْأُخْرَى من ضيَاع كفر طَابَ
قَالَ وكتبت إِلَيْهِ فِي طلب كنبوش
(أَصبَحت بغلتي تشكى من العري ... وأسراجها بِلَا كنبوش)
(قلت كفي فَخير يوميك عِنْدِي ... أَن تفوزي بالتبن أَو بالحشيش)
(وافرحي لَيْلَة الشّعير كَمَا يفرح ... قوم بليلة الماشوش)
(لَو تبصرت حالتي لتصبرت ... فإياك عِنْدهَا أَن تطيشي)