مُدَّة فمدحه الْعِمَاد بقصيدة وتحجَّب لَهُ صَلَاح الدّين فِي عرضهَا وَهِي
(أدْركْت من أَمر الزَّمَان المشتهى ... وَبَلغت من نيل الْأَمَانِي الْمُنْتَهى)
(وَبقيت فِي كنف السَّلامَة آمنا ... متكرماً بالطبع لَا متكرها)
(لَا زلت نور الدّين فِي فلك الهُدى ... ذَا غرَّة للْعَالمين بهَا الْبها)
(يَا محييَ الْعدْل الَّذِي فِي ظله ... مِن عَدْله رَعَت الأسودُ مَعَ المها)
(مَحْمُود الْمَحْمُود من أَيَّامه ... لبهائها ضحك الزَّمَان وقهقها)
(مولى الورى مولي الندى معلي الْهدى ... مردي العدى مسدي الجدا معطي اللها)
(آراؤه بصوابها مقرونة ... وبمقتضاها دائرُ فلك النهى)
(متلِّبس بحصافة وحصانة ... متقِّدس عَن شَوْب مكر أودها)
(يَا من أطَاع الله فِي خلواته ... متأوباً من خَوفه متأوها)
(أبدا تقدم فِي المعاش لوجهه ... عملا يبيض فِي الْمعَاد الأوجها)
(كل الْأُمُور وَهِي وأمرك مبرم ... مستحكم لَا نقض فِيهِ وَلَا وَهَا)
(مَا صين عَنْك الصّين لَِوْ حاولتها ... والمشرقان فَكيف منبجُ والرُّها)
(مَا للملوك لَدَى ظهورك رونق ... وَإِذا بَدْت شمس الضُّحَى خَفَى السُّها)
(إِن الْمُلُوك لَهْوا وَإنَّك من غَدا ... وبماله وَالْملك مِنْهُ مَاَلَها)