(ضربا مَلَأت فرنجةً من حرِّه ... رهباً بِهِ سيف الصقالب صالي)

(وبفج حارم أَحرمت لقراعهم ... هيم أحلن النّوم غير حَلَال)

(عجموا على الجسر الْحَدِيد حديدها ... نبعاً يعاذمه أديرد صال)

(زلزلت أَرضهم بِوَقع صواعق ... أعطيننا أمنا من الزلزال)

(فِي مأزق شمرت ذيلك تَحْتَهُ ... والنصر فَوْقك مُسبل الأذيال)

(فِي دولة غراء محمودية ... سحبت رِدَاء الْحَمد غير مذال)

(تنسى الْفتُوح بهَا الْفتُوح وتجتنى ... زُهر الْمقَال بباهر الْأَفْعَال)

(لبست بِنور الدّين نور حدائق ... ثمراتهن غرائب الأفضال)

(ملك تحجبّ فِي السرير بزأرة ... زرّت حواشيها على رئبال)

(تنجاب عَن ذِي لبدتين شذاته ... فِي بردتي بدل من الأبدال)

(رفع الرواق بروق أنطاكية ... فَرمى الخليج بمرهق البلبال)

(بدر لأَرْبَع عشرَة اقتبس السنا ... من خمس عشرَة سُورَة الْأَنْفَال)

(فوز الْمَآل أخاضه مَاء الطلى ... وسواه يُقعده احتيازُ المَال)

(متقسم بَين القسيمين الْعلَا ... عَن عَم عَم أَو مخايل خَال)

(لَا زلت تطلع من ثنايا جحفل ... يقفو لواءك كاللوى الْمنْهَال)

(تغزو فتنهب أَو تؤوب فتنهب العافين ... سلب قِنَا وَكسب نصال)

(لَك أَن تطل على الْكَوَاكِب راقيا ولحاسديك بكا على الأطلال)

وَمِمَّا يُنَاسب هَذِه السَّعَادَة فِي وجدان الْخَاتم بعد وُقُوعه فِي مَظَنَّة الْهَلَاك والضياع مَا بَلغنِي أَن مُوسَى الْهَادِي لما ولي الْخلَافَة سَأَلَ عَن خَاتم عَظِيم الْقيمَة كَانَ لِأَبِيهِ الْمهْدي فَبَلغهُ أَن أَخَاهُ الرشيد أَخذه فَطَلَبه مِنْهُ فَامْتنعَ فألح عَلَيْهِ فِيهِ فحنق الرشيد وَمر على جسر بَغْدَاد فَرَمَاهُ فِي دجلة

فَلَمَّا مَاتَ الْهَادِي وَولي الرشيد الْخلَافَة أَتَى ذَلِك الْمَكَان بِعَيْنِه وَمَعَهُ خَاتم من رصاص فَرَمَاهُ ثَمَّ وَأمر الغطاسين أَن يلتمسوه فَفَعَلُوا فَاسْتَخْرَجُوا الْخَاتم الأول فعُد ذَلِك من سَعَادَة الرشيد وَبَقَاء ملكه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015