إِنَّمَا تسنى بِشَهْر سَيْفه فِي فصل الصَّيف وشهوره واستظهاره بِظُهُور الْإِسْلَام وَشد طهوره
وَأنْشد الْعِمَاد للْقَاضِي الْفَاضِل فِي وصف أسيافه
(ماضيات على الدَّوَام دوامي ... هِيَ فِي النَّصْر نجدة الْإِسْلَام)
(فِي يَمِين السُّلْطَان إِن جردتها ... أشبهتها صواعق فِي غمام)
(تنثر الْهَام كالحروف فَمَا ... أشبه هذي السيوف بالأقلام)
(فِي محاريب حربه الْبيض صلت ... وركوع الظبى سُجُود الْهَام)
وَذكر من كَلَامه فِي التَّوَسُّط بَين الأصدقاء مَا أَدخل بَيْنكُم إِلَّا كدخول المرود فِي الأجفان يرد إِلَيْهَا مَا ذهب مِنْهَا من النُّور والغمض أَو كالنسيم بَين الأغصان يعْطف بَعْضهَا على بعض
قَالَ الْعِمَاد وَوصل أخي تَاج الدّين أَبُو بكر حَامِد من دَار الْخلَافَة برسالة فِي العتب على أَحْدَاث ثقلت وَأَحَادِيث نقلت ووشايات أثرت وسعايات فِي السُّلْطَان شعثت وَذَلِكَ فِي شَوَّال وَنحن على حِصَار صور وَسبب ذَلِك أَنه لما تمّ الْفَتْح الْأَكْبَر وَخص وَعم النجح الْأَظْهر وَقطع دابر الْمُشْركين وَحط إقبال الْمُسلمين أوزار أدبار الْكَافرين بحطين أَمرنِي السُّلْطَان بإنشاء كتب البشائر إِلَى الْآفَاق وَتَقْدِيم الْبُشْرَى بِهِ إِلَى الْعرَاق فَقلت هَذَا فتح كريم ومنح من الله عَظِيم فَلَا يَنْبَغِي ان يكون مُبشر دَار الْخلَافَة بِمَا أنزلهُ الله علينا من الرَّحْمَة والرأفة إِلَّا من هُوَ عندنَا أجل وَأجلى وَأعلم وَأَعْلَى وَأجْمع لفنون الْفَضَائِل وَأعرف بأَدَاء الرسائل فَلَا يرفع