وَسلمهَا إِلَى بدر الدّين دلدرم
وَمن كتاب فاضلي نزلنَا تل خَالِد يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر محرم وَكَانَ قد تقدمنا الْأَجَل تَاج الْمُلُوك إِلَيْهَا وأناخ عَلَيْهَا وقابلها وقاتلها وعالجها وَلَو شَاءَ لعاجلها وَلما أطلت عَلَيْهَا راياتنا ألْقى من فِيهَا بِيَدِهِ وأنجز النَّصْر صَادِق موعده وأرسلتها حلب مُقَدّمَة لفتحها وَقد أنعم الله علينا بنعم لَا نحصيها تعدادا وَلَا نستقصيها اعتدادا وَلَا نستوعبها وَلَو كَانَ النَّهَار طرسا وَالْبَحْر مدادا ورايتنا المنصورة قد صَارَت مغناطيس الْبِلَاد تجذبها بطبعها وسيوفنا قد صَارَت مفاتح الْأَمْصَار تفتحها بنصر الله لَا بحدها وَلَا بقطعها
قلت وَمَا أحسن مَا قَالَ التلعفري من قصيدة لَهُ فِي السُّلْطَان
(قل للملوك تنحوا عَن ممالككم ... فقد أَتَى آخذ الدُّنْيَا ومعطيها)
قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد لما عَاد السُّلْطَان بَدَأَ بتل خَالِد فَنزل عَلَيْهَا وقاتلها وَأَخذهَا فِي ثَانِي عشر محرم سنة تسع وَسبعين ثمَّ سَار إِلَى حلب