والقمر الكامل البدر، الرائق بأشعة أدبه المستهزئ بجميع الأقمار.
شيخ الأدب ومرجع أمة النشيد. ومقتدى أرباب الأدب. الذي ما عليه في الكمال مزيد. صاعدا سنحة القريض، الذي حطت بمعاهده الرحال، وبحر النظم والفضل المفيض، الذي رست في غيبته سفائن معارفه الثقال. تعمر حتى عمر في الفضائل منازل وشيد ربوعا، وروى الفصيح من أصناف الكمالات لأرباب المعارف مبتكرا ومسموعا.
مسلسل مسند يرويه عن أدب ... وعن كمال وعن فيض وإلهام
معنون حسن حاد لكل على ... مرفوع فضل وإحسان وإكرام
رتع في ميادين البلاغة حتى انتهى إلى أغوارها وانجادها، وهمع على رياض الفصاحة إلى أن أروى فصحاء العرب وأمجادها. فصار مرجع الأدباء وملهج لسانها وحل من عيون البلاغة المحدقة مكان إنسانها. ورقى إلى قمة هام النباهة، فكان كالقطب في ذلك الفلك. وصعد إلى أعلى أنجاد الفقاهة، فكان كالبحر للسمك.
اخترع في فنون البديع فحير العقول واغرب، وتفنن في أصناف البيان فاعجز في إيجازه فأطنب. تسلق إلى بيوت الشعر وصعد أعلاها، وحاز الغاية القصوى من النباهة فكان مناها.