واتصرف في منازهها ومسائحها. وكانت لي تلك البلاد نزهة أربت على نزه الحدباء والرصافة (?)، وأنافت عليها أي انافة.

وفي أثناء ذلك المقام، وفي خلال اتساق الأنس والانتظام، صادفت ما أزعجني وإلى حب الوطن هيجني. وتبدلت انعامات الدهر بوسا، وانقلب ابتسامه عبوسا. وأنحفني البعد وميلني، وأنهلني القلق وعلني. وحنيت إلى الوطن حنين العاشق إلى الخدود النواضر، فأنشأت قصيدة على هذا الوزن والروي فوقع الحافر على الحافر. وهي:

ما فاح نشر صبا تلك المعالم لي ... إلا وأذريت دمع العين في وجل

ولا شدا الورق في أيك على فنن ... إلا وصرت لشوقي عادم المقل (?)

ولا تذكرت أوطاني ومنزلتي ... إلا وأيقنت إن العز بالنقل

أين العراق وتلك الدار أين سنا ... تلك الجنان ففيها قد حلا غزلي (?)

أين الأهيل أصيحابي بنو أدبي ... يا حسرتي لفراق الأهل والخول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015