حينئذ قد لطف الرحيم ... سامحنا في ذنبنا الكريم
أدركنا ذو النون حامي الموصل ... كذاك جرجيس النبي الأكمل (?)
إذ ضربوا لغماً غدا لديهم ... فعاد نار لغمهم عليهم
تشجع الناس بذاك الوقت ... فلم يبالوا ضرراً من مقت
واشتغلوا بالضرب للأحجار ... كذاك رمي القنبر الصغار
ومن علا السور من الفجار ... مضى سريعاً عاجلا للنار
ومن أتى منهم لتحت السور ... لم يقدر الفرار للعبور
فولوا الأعقاب للفرار ... وانقلبوا صرعى على الأدبار
فامتلأ الخندق من أشباحهم ... إلى الجحيم ساروا في أرواحهم
من سورنا شجعاننا قد نزلوا ... كم قاجر وكافر قد قتلوا (?)
واحرزوا التفنك والسيوفا ... وقطعوا الرءوس والكفوفا (?)
كم سلم سحبنا فوق السور ... كم قجر قتلنا بل كم لوري (?)
فولى طهماز إلى الخيام ... والخيل من ورآه بازدحام
هذا ووالينا الوزير الأفخم ... الباذل المال الشجاع الأكرم
كم بذل المال لكل الأمم ... بل كل دينار بكل سلم
وكل دينارين يا إخواني ... بكل رأس من بني الزواني
تعبت الرءوس كالتلال ... سلالم صارت كما القلال
واغتنم المخلوق بالسلاح ... وصرنا ذاك اليوم في نجاح