الفضل والكمال حتى اعتاده، تقمط بقماط الفواضل والمعارف، ففاضت عليه مكارم ففاضت له عوارف. رضع ثدي الأدب من صدور المعال، وقلد جيد الطلب بفرائد اللؤال. انفطم عن كل شيء دون الفصاحة، وترك كل حرفة غير المكارم والسماحة. فأثمر لغصون الأماني، وشهد له بالنجابة كل قاص وداني. فهو في حسن الأثر، كالقمر إذا بدر.

ما إن أرى مثلا له فيما أرى ... أم الكرام قليلة الأولاد

أشرقت شمس معاليه في سماء الكمال، وكان ذلك بعد بلوغ القصد والآمال. رتع في وهاد المكارم وبلغ منتهاها، وخط في جباه الأيام سطور المجد فكان مناها. سلك وعر المسالك لتحصيل المحامد، ولم يحتج (?) في إثبات ذلك إلى بينة وشاهد. استخرج من كنوز العلم كل نفيس ومدخر، ورصع دفاتر الأوائل والأواخر بأنواع العقود والدرر. تقلد بصارم الجود والكرم، وقلد جيد الزمان بقلائد النعم. أخذ الخصال الحميدة، وملك الطبائع المحمودة.

ليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد (?)

فهو الآن نور حدقة الزمان، ونور حديقة الجنان. ذو الشرف الباذخ القديم والسلف الشامخ الكريم. قد ورد مناهل الأسود، فحسده الدهر والحسود لا يسود.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015