وتمشت فيك أرواح الصبا ... يتأرجن بانفاس الخزامى
قد قضى حفظ الهوى أن تصبحي ... للمحبين مناخا ومقاما
وبجرعاء الحمى قلبي فعج ... بالحمى واقرأ على قلبي السلاما
وترحل فتحدث عجبا ... إن جسما سار عن قلب أقاما
قل لجيران الغضا آها على ... طيب عيش بالغضا لو كان داما
حملوا ريح الصبا نشركم ... قبل أن تحمل شيحاً وثماما
وابعثوا لي في الدجى طيفكم ... إن أذنتم لعيوني أن تناما
وقوله: قسما ما الروض حيته الصبا، فيه من أنواع البديع التفريع (?)، واستشهدوا فيه بقول الأعشى (?):
ما روضة من رياض الحزن معشبة ... غناء جاد عليها مسبل هطل
يضاحك الشمس فيها كوكب شرق ... مؤزر بعميم النبت مكتهل
يوماً بأطيب منها طيب رائحة ... ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
ومنه قول أبي تمام:
ما ربع مية معموراً يطيف به ... غيلان أبهى ربى من ربعه الخرب
ولا الخدود وإن أدمين من خجل ... أشهى الى ناظري من خدها الترب
***