نفثت مقلتاه سحرا فأمسى ... كل صب محلول عقد العزائم

وعلى غصن قده كم تمنى ... طائر القلب لو يكن فيه حائم

جال ماء الجمال في روض خد ... منه إنسان مقلتي فيه عائم

لا تلمني إن سمته بيع روحي ... فعلى كل حالة أنا سائم

فسقى الله ملعباً قد تقضى ... حادث الدهر كان لي عنه نائم

بعتاب أرق من ورد خد ... نبهت جفنه أيادي النعائم

قوله: وده الصب فوق جفنيه دائم، فيه من أنواع البديع الاكتفاء (?). وهو نوع لطيف ينقسم إلى قسمين: قسم يكون بجميع الكلمة، وقسم يكون ببعضها. وقالوا: الاكتفاء بالبعض اصعب مسلكا، ولكنه أحلى موقعا.

فشاهد الاكتفاء بجميع الكلمة قول ابن مطروح (?):

لا أنتهي لا أنثني لا أرعوي ... ما دمت في قيد الحياة ولا إذا

إذ المعلوم أن باقي الكلمة ولا إذا مت، لما تقدم من قول الحياة، ومتى ذكر تمامه في البيت الثاني كان عيباً من عيوب الشعر، مع ما يفوته من حلاوة الاكتفاء ولطفه وحسن موقعه في الأذهان.

ومنه قول شيخ شيوخ حماة (?)

أهلا بطيفكم وسهلا ... لو كنت للإغفاء أهلا

لكنه وافى وقد ... حلف السهاد علي أن لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015