ومثله أيضا ما كتب القاضي أبو الطيب (?) المفضال، على هذا الطريق والمنوال. وهو:

يا أيها العالم ماذا ترى ... في عاشق مات من الوجد

من حب ظبي أهيف أغيد ... سهل المحيا حسن القد

فهل ترى تقبيله جائزاً ... في الفم والعينين والخد

من غير ما فحش ولا ريبة ... بل بعناق جائز الحد

إن أنت لم تفت فإني إذا ... أصبح من وجدي استعدي

فأجابه القاضي، على المنوال الماضي، بقوله:

يا أيها السائل إني أرى ... تقبيلك المعشوق في الخد

يفضي إلى ما بعده فاجتنب ... قبلته بالجد والجهد

فان من يرتع حول الحمى ... لا بد أن يجني من الورد

تغنيك عنه كاعب ناهد ... تحضر بالملك أو العقد

تنال منها كلما تشتهي ... من غير ما فحش ولا صد

هذا جوابي لقتيل الهوى ... فلا تكن في ذاك تستعدي

*** ومثله ما كتب إلى الوركاني (?)، حاوية لهذه الأمور والمعاني.

ماذا يقول إمام الناس قاطبة ... في عاشق لثم المحبوب هل أثما

متيم في هواه قد أناف به ... على ردى الحب والمعشوق قد سلما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015