ومثله من الرحيق الشافي ما حكي عن الشيخ محمد اليافي، أنه دخل عليه غلام، ودموعه في انسجام. وهو في سن الحداثة، وقد طلب من الشيخ المذكور الإغاثة. فناوله صحيفة، وفيها هذه اللطيفة. وهي:
عاشق خاطر حتى ... استلب المعشوق قبله (?)
افتنا لا زلت تفتى ... هل يبيح الشرع قتله (?)
فأجابه الشيخ في الحال، من غير اضطراب وملال.
أيها السائل عما ... لا يبيح الشرع فعله
قبلة العاشق للمع ... شوق لا توجب قتله
وذكر الخزرجي (?) في تاريخه في ترجمة أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي: إن رجلا كتب إليه أبياتا كالعسل، حاوية لهذا المدعى والجدل، يقول فيها:
أبا جعفر ماذا تقول فانه ... إذا نابنا أمر عليك المعول
ولا تنكرن قولي وأبشر برحمة ... من الله في الأمر الذي عنه نسأل
أفي الحب عار أو ترى العار تركه ... وهل من لحا أهل المحبة يجهل