الزاخر، وبحر العلم الذي ما له آخر

فكم سدة معال رصفها، وجنة كمال زخرفها، وشاردة نوال ألفها. فهمي بأفضاله، وسما بعلمه وكماله. فلم تر العيون مثل طلعته، ولا رقى أهل الأدب إلى أكرم من قلعته.

قلعة هبط عليها وحي المعارف من سماء البلاغة، وتنزلت عليها صحف اللطائف حتى درس دفاتر أدب البلاغ والبلاغة.

أعجز بما تلاه من قرآن صدره وقلبه. وأبدع بما أبداه من توراة لبه وخلبه، فجاء نصر الله بفتحه التالي، وظهرت نسمات اللطف بفيضه المتلالي. ودخل أرباب الأدب إلى ديم مجده أفواجا، وصادفت بحر كمالاته في تيار الأنواء ماء ثجاجا، فسبح بحمد ربه على ما منحه من الأدب والفصاحة، واستغفره شكراً لإحسانه اذ جعله من بيت الشرف والسماحة. فأدبه مما يبهر العقول،

وقد عاشرته فرأيت منه في معرفة أبيات العربية، وأمثالها التي، شاكهت في سنائها النجوم المضية، ما يعيي الفصحاء، ويبهر البلغاء.

فمما اتفق إنه في مجلس عبد الله (?) كاتب ديوان بغداد الذي مر ذكره، وطاب في هذا الكتاب نشره، قرأت أبياتاً من ديوان أبي تمام، فأسفر عن خرد عرائس تلك الأبكار كشف اللثام.

فلعمري رأيت منه كل غريب، ومعرفة ما نالها في هذا العصر بفصاحة بيان، وطلاقة لسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015