نجله حيدر الثاني:
هذا الثاني، صاحب المثالث والمثاني. نافجة مسك عبق مجدا، وضاع طفلا ومهداً. فعطر الكون برياه العاطر، وحاز بطيب مكارم فضائله المعالي والمفاخر.
فاح الثرى متعطراً بثيابه ... حتى حسبنا كل ترب عنبرا
درر أصداف الفضائل وعقود كمالها، وقلائد نحور الأماثل ونثار آمالها. سلك مجداً وطولاً، وملك عقداً وقولا، فهو واحد الفضل وابن واحده، وماجد العلم وابن ماجده.
نشأ في معالم العلم وربي في حجره، فاتخذه الكمال صدراً إلى صدره، وقلادة إلى نحره. أتعب نفسه في تحصيل العلم وصنوفه، واطلع على مئات الفضل وألوفه. حتى ارتوى من صافي الكمال وشرابه، وفاق بمعارفه على أبناء جنسه وأترابه.