وسارت، وأضاءت معالم الكمال بقناديل مبتدعاته واستنارت.

فتوقدت دراري سوانحه في سماء النشيد توقد النجوم الثواقب، وهل هلال رجحانه من برج بديع البيان فحاز المكارم والمناقب.

فصل اجالات النظم بمحاسن أفكاره، وأخاط برود الفضائل ووشاها، ونشر ملفوف مطويات المعاني بمكامن أسراره، ونقش صحائف الفواضل وحشاها. فشد في عصابة الكمال أزر الساعد، ووصل صيت أدبه إلى المكان المتباعد.

كأنما هو فضل في فضائله ... يراه كل مضل في الدجى سارا

غمامه قطرت في كل ناحية ... علما وفضلا وآدابا وأسمارا

له من النظم ما يحكى العقود، ومن النثر ما يزين النهود، وقد فاق بنظمه ونثره، وقد اثبت منه ما لو أبصره الزمان لجعله عقدا لنحره.

فمن قوله في المديح (?):

خذ أخا الإنس فرصة الإقبال ... واغتنم ساعة اللقا بالوصال

وتهيأ للشرب فالحب ساق ... لاح كالبدر في برود الجمال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015