فيه أخلاط من العرب لها نخيلات يعيشون منها، وبين قديد والبحر خمسة أميال، وبينه وبين الجحفة ستة وعشرون ميلاً، وبها كانت للأوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل يثرب مناة، فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب، ويقال علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فهدمها.

وبها مات مُسلْم بن عقبة المري صاحب وقعة الحرة مُنْصَرفه عن أهل المدينة بعد وقعة الحرة، فإنه لما عمل بأهل المدينة ما عمل، أخزاه الله تعالى، توجه بجنده إلى مكة قاصداً لحرب ابن الزبير، فمات بقُدَيد لأربعٍ بقينَ من محرَّم سنة أربع وستين، بعد أن عهد إلى الحصين بن نمير بالتوجه بالجيش إلى مكة لحرب ابن الزبير.

وقُدَيد كثيرة الماء والبساتين.

وروي (?) عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صام حتى أتى قُدَيداً فأفطر حتى أتى مكة، وفي خبر آخر: حتى بلغ الكَدِيد ثم أفطر، وهو أصح وأثبت. وسميت قديداً لتقدد السيول بها.

وبقديد كانت وقعة الخارجي الذي يقال له طالب الحق مع أهل المدينة، قالت امرأة ترثيهم:

يا ويلتا ويلاً ليه ... أفنت قُدَيد رجاليه وهناك مات القاسم بن محمد حتف أنفه. وفي الكتب القديمة أن قديداً هو الوادي الذي وقعت فيه الريح لسليمان عليه السلام، وأنه هو الذي أتي فيه بصاحبة سبأ.

قردى:

من بلاد الموصل وهي ديار بني حمدان، وقد تقدم لها ذكر في ذكر بازبدى.

قرسقة (?) :

جزيرة في قطعة من البحر الشامي، فيها مدينة حسنة متوسطة عامرة، وطولها ثمانية وخمسون ميلاً، وعرضها سبعة وعشرون ميلاً، وهي جزيرة خصيبة كثيرة العمارة، وأهلها يتجولون في أرض الروم، وهم أكثر الروم سفراً.

قرسقة (?) :

جزيرة للنصارى تقابل مدينة رومة. ويقال هي بالقرب من سردانية، وبينها وبين ساحل إفريقية نصف يوم، وبينها وبين ساحل تونس أربعة أيام، وكانت للرومانيين، خربها المسلمون قديماً، وقيل هي عامرة، ولها مراس مشاتي كثيرة، ومن مراسيها مرسى البوالص وآخر يعرف بمرسى الزيتونة، وبها زوايا كثيرة وجبال داخلة في البحر، وطولها مائة وستون ميلاً، وهي كثيرة الخير وافرة النعم، وقد غنمها المسلمون أيام عبد الرحمن بن الحكم، وآبارها قريبة الأرشية، وفي القبلة منها جزيرة سردانية، بينهما في البحر عشرون ميلاً.

قرْبَليان (?) :

بالأندلس، بينها وبين أوريولة عشرون ميلاً وهي كثيرة الزيتون، وبها سقي كثير.

قرقيسيا:

كورة من كور ديار ربيعة، بين الحيرة والشام (?) ، وفي الجانب الشرقي من الفرات، فتحها عنوة عمرو (?) بن مالك بن عتبة بن نوفل بن عبد مناف، أمر عمر بن الخطاب (?) سعد بن أبي وقاص أن يوجهه في جند فخرج يعارض الطريق حتى جاء قرقيسيا في غرة فأخذها عنوة، فأجاب أهلها إلى الجزية.

وإلى قرقيسيا (?) فرَّ زفر بن الحارث العامري ثم الكلابي بعد وقيعة مرج راهط، وكان مع الضحاك بن قيس الفهري، فلما قتل الضحاك ولى زفر، ومعه رجلان من بني سُلَيْم فقصر فرساهما فغشيتهما اليمانية من خيل مروان، فقال له صاحباه: انج بنفسك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015