مدينة من مدن ارمينية مداخلة لبلاد الروم، وهي ثغر لأهل أذربيجان وارمينية، وهي مدينة حسنة جليلة عامرة، تغلب عليها الروم وعلى ما جاورها مرّات واستنقذها المسلمون من أيديهم، وبينها وبين تفليس أربع مراحل، ومنها ابتداء الأنهار العظام.
وإليها ينسب أبو علي إسماعيل بن القاسم بن عيذون القالي صاحب " النوادر ". قال الدينوري: سألت أبا علي لم قيل له القالي، فقال لي: انحدرت إلى بغداذ في رفقة فيها أهل قالي قلا، فانتسبت إلى قالي قلا، ورجوت أن أنتفع بذلك عند العلماء فمضى علي القالي.
قال الزبيدي (?) : وله تواليف كثيرة منها " النوادر " أملاه ظاهراً وارتجل تفسير ما فيه، وهو غاية في معناه، ومنها كتاب " الممدود والمقصور " وبناه على مخارج الحروف من الحلق ومنها كتاب " الإبل ونتاجها " ومنها " كتاب في خلق الإنسان " وكتابه في " فعلت وأفعلت " وكتابه في " مقاتل الفُرْسان " وكتابه " البارع في اللغة " بناه على حروف المعجم، توفي قبل أن ينقحه، سنة ست وخمسين وثلثمائة.
مدينة في أقصى عمل فرغانة، صغيرة القطر عامرة بالناس، بها متاجر وصناعات، وبناؤها بالطين، وهي مدينة حسنة كثيرة الخصب والعمارات. وقاسان اسم للمدينة واسم للناحية أيضاً، ولها قرى كثيرة.
وأهل قاشان (?) حشوية جهال، والغالب على هذه النواحي الجبال الشاهقة إلا ما بين همذان إلى الري إلى قم فإن الجبال هناك قليلة، وإنما الجبال الصعبة فما بين حدود شهرزور إلى آمد، فيما بين حدود أذربيجان والجزيرة ونواحي الموصل، وأكثرها مسكونة بالأكراد.
وفي سنة إحدى وعشرين وستمائة نزل الططر على همذان بعدما عمرت فأهلكوا من وجدوا فيها واستولوا على قم وقاشان فأهلكوا الشيعة، وتتبعوا بلاد الجبال، واستأصلوا من تراجع بعد الخراب، وفعلوا ما جرت به عوائدهم الذميمة.
عند الكوفة، وهي أول مرحلة لمن خرج من الكوفة إلى المدينة ومكة، وهي قرية كبيرة فيها حدائق نخل ومشارع من الماء الفرات، وسميت القادسية لأن قوماً من أهل قادس نزلوها، وقيل إن إبراهيم عليه السلام نزل القادسية فغسل بها رأسه ثم دعا لها أن يقدسها الله، فسميت القادسية، ثم أخذ فضل الماء فصبَّه يمنة ويسرة فحيث انتهى ذلك الماء انتهى العمران، ثم ارتحل إلى البيت الحرام. وقيل إنما سميت القادسية بقادس، رجل من أهل هراة قدم على كسرى فأنزله موضع القادسية.