خدمتك السيوف والأقلام ... وأصاخت لأمرك الأيام وقام الكاتب البلوي فأنشد قصيدة منها:
إن تك مرسية قد عصت ... فما قد بقي طائعاً أكثر
منابرنا لك قد أصبحت ... فما ضر أن قد عصى منبر فكره أبو العلا ما أتوا به واسود وجهه وتطير الحاضرون بذلك، وامتنع أبو العلا بعد هذا المجلس من كلام الخطباء وإنشاد الشعراء في هذه القضية، وأقام محاصراً لمرسية حتى رحل في السنة الثانية إذ علم أهلها أنهم لا ينفعهم معه إلا التجريد عن ساعد الجد، وعلم هو أنه لا تجوز عليهم حيلة ولا تنفع فيهم موعظة، وكان الأمر على ما نطق به القدر على ألسنة أولئك.
ويقال صدى بالقصر، وصدءاء وصداء، ويروى صيداء بياء قبل الدال وهي ركية ليس عند العرب أعذب من مائها، ومن أمثال العرب " ماء ولا كصدى " كما قالوا: " مرعى ولا كالسعدان " ولبعض الشعراء:
يا وزراء السلطان ... أنتم وآل خاقان
كبعض ما روينا ... في سالف الأزمان
ماء ولا كصدى ... مرعى ولا كالسعدان
في بلاد عمان، قرية ذات مياه سائحة.
وصدينة (?) أيضاً من كور شذونة بالأندلس أزلية قائمة الأسوار باقية الآثار تطرد المياه داخلها من عين ثرة تطحن على جداولها الأرحاء، وهي في غاية الحصانة لا ينفذ جيش إليها ولا يتوصل عسكر للنزول عليها، وهذه العين عنصر نهر بوصة (?) .
موضع قريب من المدينة النبوية، وهو اسم أطم هنالك وبه سميت الناحية صراراً وهي لبني حارثة بن الحارث، وفيه يقول الشاعر:
لعل صراراً أن تجيش بئاره ... ويسمع بالريان تبنى مشاربه والريان كان لأصحاب صرار. وقيل: هو بئر على نحو ثلاثة أميال من المدينة تلقاء حرة واقم، وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في قدومه من بعض سفراته: " هل تزوجت؟ "، وقال له في أثناء كلامه: " لو جئنا صراراً أمرنا بجزور فنحرت وأقمنا عليها ذلك اليوم " إلى آخر الخبر.
وصرار (?) على ثلاثة أميال من المدينة وقال زيد بن أسلم: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى إذا كنا بحرة واقم إذا بنار تؤرث بصرار، فسرنا حتى أتيناها، فقال عمر رضي الله عنه السلام عليكم يا أهل الضوء، وكره أن يقول يا أهل النار، أندنو؟ فقيل له: ادن بخير أو دع، فإذا بهم ركب قد قصر بهم الليل والجوع، وإذا امرأة وصبيان، فنكص على عقبيه، وأدبر يهرول حتى أتى دار الدقيق فاستخرج عدل الدقيق وجعل فيه كبة من شحم، ثم حمله حتى أتاهم فقال: ذري وأنا أحر (?) لك يريد: أتخذ لك حريرة.