ضرب ابن مخراق بصاهك ضربة ... بين العكيف ومجمع الأوداج
والخيل تعلم والفوارس أنه ... كبش الأزارق كل يوم هياج
كان يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن ملك المغرب الملقب بالمنصور أمر باختطاط المدينة الصالحة في بلاد المغرب، وشرع في بنائها وأجرى وسطها الماء العذب إلى أن كمل أمرها.
مدينة بناحية طرابلس إفريقية.
لما نزل (?) عمرو بن العاصي رضي الله عنه، طرابلس سنة اثنتين وعشرين، فحاصرها شهراً لا يقدر منها على شيء، ثم غاض البحر من ناحية المدينة، فوجدوا مسلكاً إليها من الموضع الذي حسر منه البحر فدخلوا حتى أتوا من ناحية الكنيسة وكبروا فلم يكن للروم مفزع إلا سفنهم، ثم أقبل عمرو رضي الله عنه بحاشية حتى دخل فلم يفلت الروم إلا بما خف لهم من مراكبهم، وغنم عمرو رضي الله عنه ما كان في المدينة، وكان من بصبرة متحصنين وهي المدينة العظمى، وسوقها السوق القديم (?) ، فلما بلغهم محاصرة عمرو رضي الله عنه بمدينة طرابلس جرد خيلاً كثيفة من ليلته وأمرهم بسرعة المسير، فصبحت خيله مدينة صبرة وهم غافلون، وقد فتحوا أبوابها لتسرح ماشيتهم، فدخلوها فلم ينج منهم أحد، واحتوى أصحاب عمرو رضي الله عنه على ما فيها ورجعوا إلى عمرو، وبعد ذلك كتب عمرو إلى عمر رضي الله عنه يستأذنه في دخول إفريقية فجاءه كتاب عمر رضي الله عنه ينهاه عن دخول إفريقية بالجيش وقال: ليست بإفريقية ولكنها المفرقة غادرة مغدور بها لا يغزوها أحد ما بقيت، فرجع عمرو رضي الله.
أيضاً مدينة بالقيروان كبيرة بناها إسماعيل العبيدي وسماها المنصورية سنة سبع وثلاثين وثلثمائة، وكان لها فائد كثير، يقال إنه كان يدخل أحد أبوابها كل يوم ستة وعشرون ألف درهم، وهي منزل الولاة إلى حين خرابها، وكان نقل إليها معد بن إسماعيل أسواق القيروان كلها وجميع الصناعات، ولها خمسة أبواب: الباب القبلي والباب الشرقي وباب زويلة وباب كتامة، وهو جوفي، وباب الفتوح ومنه تخرج الجيوش، وكان فيها في مدة عمارتها ثلثمائة حمام أكثرها للديار وباقيها مبرز للناس، وهي الآن (?) خراب لا ساكن بها، وعلى ثلاثة أميال منها قصور رقادة، وفيها يقول أبو علي بن رشيق (?) .
أصاب القيروان وساكنيها ... ودار الملك صبرة كل باس
فلا الدنيا التي بقيت بدنيا ... ولا الناس الذين بقوا بناس
؟ صبر (?) :
هو جبل باليمن ويقال لمدينته مدينة صبر، وهذا الجبل فيه ألف قرية والمرتقى إليه مسيرة يوم، وفي أعلاه الأنهار والطواحن، وعرض هذا الجبل أربعة وعشرون فرسخاً، وهو بقرب الوادي المعروف بسحول وبقرب مدينة الجند، وتدخل منه إلى صحراء ورمال حتى تنتهي إلى زبيد.
مدينة كبيرة بأرض عمان وهي قصبة عمان، وهي على ساحل البحر، مقدارها فرسخ في فرسخ، ومياهها من الآبار.
وهي أقدم (?) مدن عمان وأكثرها أموالاً قديماً وحديثاً، ويقصدها في كل سنة من تجار البلاد ما لا يحصى عددهم، وإليها تجلب جميع بضائع اليمن ويتجهز منها بأنواع التجارات، وأحوال أهلها واسعة، وبها النخيل والموز والرمان والسفرجل وكثير من الثمار الطيبة، وكان في قديم الزمان تسافر منها مراكب الصين