فهو بالنهار دخان وبالليل نار تتقد.
مدينة عظيمة جليلة كثيرة العمران عجيبة البنيان، كانت في ساحل أنطاكية.
وسلوق (?) أيضاً قرية باليمن تنسب إليها الدروع والكلاب، قال النابغة:
تقد السلوقي المضاعف نسجه ... وتوقد بالصفاح نار الحباحب ولبعضهم:
الناس طراً كلاب ... حفوا بكل طريق
فمنهم قلطي ... ومنهم كلب سوق
فإن ظفرت بحر ... منهم فذاك سلوقي
بفتح أوله وكسر الميم وتخفيف الياء، قرية من بلاد اليمامة حسنة عامرة قد أحدقت بها حدائق النخيل، لها تمور حسنة الألوان شهية المأكل.
وسلمية (?) أيضاً بلد من أعمال قنسرين بثغور الشام على طرف البادية، وهو حصن كالمدينة صغير عامر آهل، بينه وبين حمص مرحلة.
من كور خوزستان، على ضفة نهر الدجلة، حسنة المطلع بهية النواحي مفيدة الزراعات والغلات، بها حوت كثير ولحوم وأرزاق.
هو قصر سبأ بمأرب، وفيه أنشدوا:
وبعد سلحين يبني الناس أبياتا ...
بكسر أوله وتشديد ثانيه، موضع بناحية الأهواز، كانت فيه وقيعة عظيمة بين الخوارج الأزارقة وبين المهلب بن أبي صفرة، قتل فيها عبيد الله بن الماحوز رئيس الخوارج وأخوه، وولي بعده أمرهم قطري بن الفجاءة، فإن الخوارج لما أوقعوا بأهل البصرة الوقيعة المشهورة بدولاب هال ذلك أهل البصرة وراعهم، ثم بلغهم أن الخوارج متوجهون نحو البصرة ففزعوا إلى الأحنف بن قيس، فأجمع رأي الناس على أنه ليس للخوارج إلا المهلب، فكلموا المهلب على ذلك فقال: لا أفعل، هذا عهد أمير المؤمنين، يعني عبد الله بن الزبير معي على خراسان، فلم أكن لأدع عهده وأمره، فاحتالوا عليه بأن افتعلوا كتاباً على لسان ابن الزبير يقتضي تحريضه على النهوض إلى الخوارج لما فيه من الخير العاجل والآجل: فإنه لن يفوتك من سلطاننا خراسان ولا غير خراسان، فقبل المهلب منهم على شروط شرطها أجابوه إليها، فانتخب الناس فبلغت نخبته اثني عشر ألفاً وعقد الجسر وعبر إلى الخوارج فتنحوا عنه إلى الأهواز، ودس الجواسيس إلى عسكر الخوارج فإذا حشوة ما بين قصاب وصباغ ودابغ، فخطب الناس وذكر من هناك، ثم قال للناس: أمثل هؤلاء يغلبونكم على فيئكم؟! وما زال حتى تتام إليه زهاء عشرين ألفاً، ثم مضى يؤم سوق الأهواز حتى انتهى إلى منزل من منازل الأهواز يقال له سلى وسلبرى، فنزل به المهلب وخندق عليه ووضع المسالح وأذكى العيون وأقام الأحراس، فلم يزل الجند على مصافهم والناس على راياتهم وأبواب الخنادق عليها رجال موكلون بها، فكانت الخوارج إذا أرادوا بيات المهلب وجدوا أمراً محكماً فرجعوا، فلم يقاتلهم إنسان قط أشد عليهم ولا أغيظ لقلوبهم منه، فبعث الخوارج عبيدة بن هلال والزبير بن الماحوز في جيش عظيم ليلاً إلى عسكر المهلب، فجاء الزبير من جانبه الأيمن وجاء عبيدة من جانبه الأيسر، فكبروا وصاحوا بالناس فوجدوهم على تعبئتهم ومصافهم حذرين فلم يصيبوا للقوم غرة ولم يظفروا منهم بشيء، فلما أصبحوا أخرجهم المهلب على تعبئتهم: الأزد وتميم ميمنة الناس، وبكر بن وائل وعبد القيس ميسرة الناس، وأهل العافية في القلب وسط الناس، وخرجت الخوارج على تعبئة أيضاً وهم أحسن عدة