جميع قرى الدنيا سوى القرية التي ... تبوأتها داراً فداء زمخشرا
وأحر بأن تزهى زمخشر بامرئ ... إذا عد من أسد الشرى زمخ الشرى
آخرها نون، في خراسان (?) بينها وبين النهر خمسة عشر فرسخاً. قالوا (?) : أذربيجان وقزوين وزنجان كور تلي (?) الجبل من بلاد العراق وتلي كور أرمينية من جهة المغرب، وهي تلي الزعفرانية في الجبل، بينها وبين همذان ثلاثة فراسخ، سميت بذلك لأن بها زعفراناً كثيراً يسافر به إلى البلدان.
وزنجان (?) كورة واسعة وهي أكبر من أبهر وأهل أبهر أحذق وأنبل طباعاً (?) ، غير أن زنجان يغلب على أهلها الغفلة.
مدينة من مدائن قوم لوط. قالوا: لم ينج من العذاب سواها لأنها كانت مختصة بلوط عليه السلام وهلك ما عداها كما قال الله تعالى: " جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل "، وبقية خبرهم يرد في ذكر سدوم.
جبل عظيم بقرب جزيرة شريك من أعمال تونس، مشرف، يسمى كلب الرفاق لظهوره وعلوه واستدلال المسافرين به أينما توجهوا فإنه يرى على مسيرة الأيام الكثيرة، ولعلوه يرى السحاب دونه وكثيراً ما يمطر سفحه ولا يمطر أعلاه، وأهل إفريقية يقولون لمن يستثقلونه من الناس: هذا أثقل من زغوان وأثقل من جبل الرصاص وهو على تونس، وقال الشاعر يخاطب حمامة أرسلها بكتاب من القيروان إلى تونس:
وفي زغوان فاستعلي علواً ... وداني في تعاليك السحابا وبزغوان قرى كثيرة آهلة كثيرة المياه والثمار والبساتين، وفيه قوم عباد منقطعون عن الناس.
وقلعة زغوان قلعة قديمة رومية منيعة، كان حسان بن النعمان لما أغزاه عبد الملك بن مروان إفريقية بموضع فحص أبي صالح، وبه سمي، فقاتل أهلها ثلاثة أيام فلم يقدر عليهم، فرحل حسان إلى زغوان في خيل مجردة، ففتحها صلحاً ثم سار يريد قرطاجنة فحاصرها وملك فحص تونس وقرطاجنة، فلما رأت الروم قوته سألوه الصلح وأن يضع عليهم الخراج، فأجابهم إلى ذلك، فأدخلوا ثقلهم في مراكب كانت حاضرة وهربوا ليلاً من باب يقال له باب النساء، فمضى بعضهم إلى الأندلس وبعضهم إلى صقلية، فدخلها حسان وأخربها وأحرقها وبنى بها مسجداً ورجع إلى القيروان.
من بلاد السودان، بينها وبين أنجيمي ستة أيام، وزغاوة مجتمعة الكور كثيرة البشر، شرب أهلها من الآبار، ولهم تجارات يسيرة وبضائع (?) يتعاملون بها، وأكلهم الذرة ولحوم الجمال المقددة والحوت المصبر، والألبان عندهم كثيرة، ولباسهم الجلود المدبوغة يستترون بها، وهم أكثر السودان حزناً (?) ، وفي مانان يسكن أمير زغاوة وعاملها.
بحر الزقاق هو الداخل من البحر المحيط الذي عليه سبتة الذي يضيق من المشرق إلى المغرب حتى يكون عرضه ثلاثة أميال (?) وهو بساحل الأندلس الغربي، بمكان يقال له الخضراء ما بين طنجة من أرض المغرب وبين الأندلس، ثم يتسع الزقاق كلما امتد حتى يصير إلى ما لا ذرع له ولا نهاية، وهو مخرج بحر الروم المتصاعد إلى الشام، وسنذكر ذلك إن شاء الله تعالى عند ذكر سبتة.
وفي بعض الأخبار (?) أنه قبل افتتاح المسلمين البلاد المصرية بمائة سنة طمى ماء البحر وزاد فأغرق القنطرة التي كانت بين بلاد