شجرة عظيمة خضراء كانت تسمى بهذا الاسم، وكان كفار قريش ومن سواهم من العرب يأتونها يعلقون عليها أسلحتهم ويدعون عندها ويعكفون عليها يوماً، وقال أبو واقد الليثي: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بالجاهلية، فرأينا ونحن نسير معه سدرة خضراء عظيمة فتنادينا من جنبات الطريق: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر قلتم والذي نفس محمد بيده كما قال قوم موسى " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون " إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم.
بقرب أوطاس وبينها وبين وجرة سبعة وعشرون ميلاً، وذات عرق ميقات أهل العراق، وهو منزل كثير الأهل والشجر وماؤه من البرك، والمسجد الذي في ذات عرق الكبير الذي فيه المنبر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذات عرق إلى بستان ابن عامر (?) اثنان وعشرون ميلاً، ومن بستان ابن عامر إلى مكة أربعة وعشرون ميلاً.
غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بني النضير نجداً يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان، وهي غزوة ذات الرقاع، وفي البخاري: كانوا يعصبون على أرجلهم من الخرق إذ نقبت أقدامهم، فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعاً من غطفان فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب، وخاف الناس بعضهم بعضاً حتى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الخوف ثم انصرف بهم، وقيل التقى القوم على أسفل أكمة ذات ألوان فهي ذات الرقاع، والرقاع أيضاً اسم موضع.
مدينة صغيرة باليمن بنيانها بالصخر ولا سور عليها وفيها مسجد جامع، وبينها وبين ذمار أربعة فراسخ فمن شاء نزلها ومن شاء طواها.
ذمار (?) :
بفتح أولها مكسورة الراء اسم مبني، مدينة باليمن على مرحلتين من صنعاء، وهي أربعون ميلاً، وهي مدينة كبيرة إلا أنها دون صنعاء، وهي من أعمالها، ولها سور محكم البناء، وهي كلها قصور، وكثيرة البساتين والمزارع والقرى والدساكر، وهي رخيصة الأسعار كثيرة الخيرات، ومياههم عيون جارية وآبار قريبة الأرشية، ولمعاذ بن جبل رضي الله عنه فيها مساجد وآثار كثيرة.
قالوا (?) : ووجد في أساس الكعبة لما هدمته قريش في الجاهلية حجر مكتوب فيه: لمن ملك ذمار؟ لحمير الأخيار، لمن ملك ذمار؟ للحبشة الأشرار، لمن ملك ذمار؟ لفارس الأحرار، لمن ملك ذمار؟ لقريش التجار. قالوا: وسميت بذمار