أبو الحسن علي بن أبي الحسن (?) الفقيه الأصولي الناظر الحافظ مصنف " أحكام الأحكام " و " منتهى السول " و " أبكار الأفكار " والجدل والخلافيات وغيرها من تصانيفه، وفيه يقول القائل:
إني نصحت لأهل العلم إن قبلوا ... وكل قابل نصح سوف ينتفع
لا تلتقوا السيف يوماً في مناظرة ... فكل من يلتقيه السيف ينقطع
مدينة في بلاد المغرب فيها صنف الأديب الكاتب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن زنون الكتاب المسمى " الفرائد التؤام والفوائد التوام في أسماء الخيل المشاهير الأعلام " صنفه لصاحب سبتة أبي علي الحسن ابن خلاص (?) سنة تسع وثلاثين وستمائة، وهو كتاب حسن مفيد مليح في فنه، وقال في آخره: صنفه مؤلفه علي بن محمد بن علي بن زنون بمدينة آزمور.
وحدث محمد بن عقيل بن عطية قال: كانت بيني وبين الأديب أبي عبد الله محمد بن حماد صحبة ومودة ثم اجتزت عليه بمقربة من آزمور مقدماً للقضاء فوجدته في حمام قد حجر، مباح الدخول فيه لسلطانه، فحاولت الدخول إليه فمنعت، فنسبت ذلك إلى سوء أدب الخدام، فانتظرته بباب الحمام، فلما خرج وصافحته أنكر مني ما ألف، وجهل من حقي ما عرف، فكتبت إليه:
ألا أيها القاصي الذي خلت عهده ... تحول الليالي وهو ليس يحول
أجدك هل أيقنت أني طالب ... جداك فلم يمكن لديك قبول
وهل خلتني آتيك أشفع شافعاً ... وذلك شيء ما إليه سبيل
فلم نؤت لما أن أتيت بجانب ... وأعرضت عني حين حان وصول
ووالله ما أقضي للقياك حاجة ... سوى رعي عهد والوفاء قليل
وما كنت إلا زائر البيت ليلة ... ويحفزني من بعد ذاك رحيل
ولو قلت للشعرى أترضين أن أرى ... نزيلك قالت طاب منك نزيل
فكيف ولم أعرض بشيء يخصني ... ولا في طباعي أن يقال دخيل
ولي في مناديح الرئاسة مذهب ... أبيت على وعد بها وأقيل
وقد كان لي لب بذكرك عامر ... وظن على طول البعاد جميل
فلما تلاقينا تلاشت مبرة ... ويا ليت أني قبل ذاك عليل
بضم الميم بعد المد وآخره لام، مدينة من مدن خراسان بينها وبين مرو على شط نهر جيحون ست مراحل خفاف تكون مائة ميل وأربعة وعشرين ميلاً، وبين آمل وجيحون ثلاثة أميال وهي مدينة حسنة متوسطة القدر لها بساتين وعمارات وفيها ناس وتجارات وحمامات، ومن آمل إلى مدينة خوارزم المسماة الجرجانية اثنتا عشرة مرحلة.
وحكى البكري أن آمل من بلاد طبرية وأن منها محمد بن جرير الطبري الإمام ولعلها مدينة أخرى تسمى كذلك (?) .
وفي سنة ست عشرة ومائة ظفر أسد بن عبد الله وهو أخو خالد بن عبد الله القسري بخداش صاحب الدعوة فقطع يده ورجله وشخص به إلى آمل فقطع بها لسانه وسمل عينيه وصلبه، وكان خداش قد غير وبدل ورخص في أشياء لا تحل ونقش خاتماً