وأسهب الحافظ في الفتح (11/ 478 - 479) في بيان طرق هذا الحديث واختلاف أسانيدها، وذِكرِ مَنْ رواه مِن الصحابة غير ابن مسعود -رضي الله عنهم أجمعين-، وقال بعد ذلك: "وكنتُ خرّجته في جزءٍ من طرق نحو الأربعين نفسًا عن الأعمش فغاب عني الآن، ولو أمعنت التتبع لزادوا على ذلك".
26 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب قراءةً عليه، وخيثمة بن سليمان قالا: أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي: أنا محمَّد بن شعيب: نا غسان بن ناقد أنه سمع شَريك بن عبد الله النَّخعيَّ يُحدِّث عن سليمان بن مهران الأعمش عن زيد بن وهب.
عن عبد الله بن مسعود قال: حدّثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق-: "إنَّ أحدَكم يُجمعُ في بطن أمِّه أربعين، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مُضَغَةً مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه المَلَكَ، فيأمره أنْ يكتبَ أربعًا: أجلَه ورزقه، وشقيٌّ أو سعيد (?). فوالذي لا إلهَ غيره، إن أحدَكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبقُ عليه الشقاءُ فيعملُ بعملِ أهل النار فيموت فيدخلها، وإنّ الرجل ليعملُ بعملِ أهلِ النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فتسبقُ عليه السعادة فيعملُ بعملِ أهل الجنّةِ فيموت فيدخلها".
شَريك صدوق سيءُ الحفظ، والراوي عنه (غسان) مجهول كما قال أبو حاتم (الجرح والتعديل: 7/ 52)، لكنه لم ينفرد به، فقد أخرجه النَّسائي في الكبرى -كما في تحفة الأشراف (7/ 29) - عن علي بن حُجْر عن شَريك به.