وجاء في رواية للطحاوي والحاكم عن ابن أبي عبلة قال: كنت جالسًا بأريحاء فمرّ بي واثلة متوكئًا على عبد الله بن الديلمي فأجلسه ثم جاء إليّ فقال: عَجَبٌ ما حدثني الشيخ -يعني واثلة- .. ثم ذكر الحديث.
وسند الطحاوي إلى ابن أبي عبلة قويٌّ، وعبد الله بن الديلمي وابن فيروز وثّقه ابن معين والعجلي وابن حبّان، وجمع الحاكم بين الروايتين بأن الغَرِيف لقبٌ لعبد الله، فإن ثبت هذا فيكون السند صحيحًا (?).
وذكر المزي في "التهذيب" (1/ 59) أن رواية ابن أبي عبلة عن عبد الله بن الديلمي من طريق ضعيف. لكن طريق الطحاوي لا ضعف فيها، فقد رواه عن شيخه علي بن عبد الرحمن المعروف بـ (عِلّان) -وقد وثقه ابن يونس، وقال ابن أبي حاتم: صدوق- عن عبد الله بن يوسف الدمشقي التِّنِّيسي -شيخ البخاري الثقة المتقين- عن عبد الله بن سالم الأشعري -وقد وثّقه الدارقطني وابن حبّان، وقال النسائي: ليس به بأس- عن ابن أبي عبلة.
فلعلّ المزّي قصد طريق الحاكم فإنّ فيها بكر بن سهل الدمياطي، وقد ضعّفه النسائي.
وأخرج البخاري (11/ 599) ومسلم (2/ 1147) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من أعتق رقبةً مسلمةً أعتق الله بكلِّ عضوٍ منه عضوًا من النّار حتى فرجَه بفرجِه".