بخط الحافظ نقلًا عن خطِّ ابن رجب الحنبلي ما نصُّه: وردُّ ذلك عن أحمد بمجرد روايته له في مسنده فيه نظر، فكم من حديثٍ قال فيه أحمد: (لا يصح) وقد أخرجه في مسنده، ومِنْ كتب العلل لعبد الله بن أحمد والأثرم والخلَّال عُلِمَ صحة هذا. انتهى. وبخطِّ الحافظ أيضًا: الصحيح عن أحمد أنّه أنكرَ حديثَ (لو صدق السائل ما أفلح من ردَّه) كذا نقل عنه مهنّا". أهـ.
قلت: مما ينبغي التنبه له أن المتقدمين يقولون في الحديث (لا أصل له) إذا لم يكن له سندٌ صحيح (?)، بخلاف المتأخرين فقد استقرّ عندهم أن هذه العبارة لا تقال إلَّا في الحديث الذي لم يُوقَف على سنده، فإذا تبيّن لك ذلك علمت أنه لا تعارض بين قول الإِمام أحمد في الحديث: (لا أصل له) وروايته في مسنده، وبالتالي فلا وجه للتشكيك في ثبوت هذه المقالة عن أحمد.
وقال ابن القيم في "المنار" (ص 123): "ومن الأحاديث الباطلة ... ": فذكر هذا الحديث.
536 - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أحمد بن علي الخرّاز: نا مروان بن محمَّد: نا عبد الله بن العلاء بن زَبْر قال: سمعتُ القاسمَ أبا عبد الرحمن يُحدِّثُ.
عن أبي هريرة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ابنَ آدم! أنْ تُعطيَ الفضلَ فهو خيرٌ لك، وأن تُمسِكَهُ فهو شرٌّ لك، وابدأ بمن تعول، ولا يلومُ اللهُ على الكفافِ، واليدُ العُليا خيرٌ من اليد السُّفلى".
قال أبو هريرة: ما أُبالي قرأتُ بهِنَّ أو حدّثتُ بِهِنَّ.