الدمشقي مدلس وقد رواه بالعنعنة فوجب ترك حديثه، لا سيما وقد قال البخاري: إنه لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان فالإِسناد منقطع". أهـ.
قال الحافط في التلخيص (1/ 124) بعدما حكى مقالة البخاري: "وكذا قال يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي أنه لم يسمع منه. وخالفهم دُحيم -وهو أعرف بحديث الشاميين- فأثبث سماع مكحول من عنبسة". أهـ.
قلت: خالفه أبو مسهر وهو شامي مثله، فتوجب المصير إلى قول الجمهور، ثم لو ثبت سماع مكحول من عنبسة لم يصح الحديث لأن مكحول مشهور بالتدليس وقد عنعن هنا.
وأعلّ الذهبي في المهذب (1/ 146) الحديث بالانقطاع.
ونقل الخلال في علله- كما في التلخيص (1/ 124) عن الإِمام أحمد أنه صحّح هذا الحديث، ولعل ذلك لشواهده. وقال ابن السكن: لا أعلم به علة! وقد علمها غيره، والله أعلم.
196 - أخبرني أبو الطيب أحمد بن محمَّد بن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري: نا الحسن بن الفَرَج الغزيّ: نا يوسف بن عَدي: نا أيوب بن جابر عن أخيه محمَّد بن جابر عن قيس بن طلق بن علي.
عن أبيه قال. قلت: يا رسول الله! إنّ الرجلَ يَمسُّ ذكرَه في الصلاة؟. فقال: "لا بأس، إنما هو بِضْعةٌ منك".
أخرجه عبد الرزاق (1/ 117) وأحمد (4/ 22 - 23، 23) وأبو داود (183) وابن ماجه (483) وابن الجارود (20) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 75) والطبراني في الكبير (8/ 396) وابن عدي (6/ 2159) والدارقطني (1/ 149) والبيهقي (1/ 135) والحازمي في "الاعتبار" (ص 40) وابن الجوزي في التحقيق (205، 257) من طريق محمَّد بن جابر به.