عن سعيد بن المسيّب، قال: لقيني أبو هريرة، فقال: جَمَعَ الله بيني وبينك في سوق الجنّة. قال: قلت: أَوَفي الجنَّة سوقٌ؟. قال: نعم، أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أهلَ الجنّة إذا دخلوها ... وذكر الحديثَ بطوله.
أخرجه ابن عساكر (40/ 7) من طريق شيخ تمَّام به.
وعبد القدوس ثقة كما في "التقريب"، لكن الراوي عنه ذكر الذهبي في "النبلاء" (13/ 153) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال ابن القطّان -كما في "اللسان" (1/ 214) -: "لا يُعرف حاله".
وذكر الدارقطني في "العلل" (7/ 276) أن عبد القدرس رواه عن الأوزاعي، قال: "نبِّئتُ عن سعيد بن المسيب". أهـ. فما حكاه موافق لرواية الوليد والهقل، وقال بعد أن ذكر وجوه الاختلاف على الأوزاعي: "وقول أبي المغيرة أشبهها بالصواب".
ورواه محمد بن مصعب القَرْقَساني عن الأوزاعي قال: عن الزهري، قال: قال لي سعيد: ... الحديث، أخرجه الحنّائي (ق 13/ أ) وابن عساكر (40/ 7 - 8) من رواية أحمد بن بكرويه البالسي عنه.
قال الدارقطني في "العلل" (7/ 276): "ووهم في قوله: عن الزهري". قلت: والقَرْقَساني قال الحافظ في "التقريب": "صدوق كثير الغلط". والراوي عنه ضعّفه الدارقطني، وقال ابن عدي: روى مناكير عن الثقات. واتهمه الأزدي بالوضع. (اللسان: 1/ 140).
والخلاصة: أن الحديث ضعيف لجهالة الواسطة بين الأوزاعي وسعيد، وأن الروايات التي وردت في تعيين الواسطة بينهما لم يثبت منها شيء، والله تعالى أعلم.