ما اشتهينا، وليس يُباع فيه ولا يُشترى، وفي ذلك السوقِ يلقى أهل الجنّة بعضهم بعضًا". قال: "يُقبِل الرجلُ ذو المنزلة المرتفعةِ فيلقاه من هو دونَه -وما فيهم دنيٌّ- فيروعه ما يرى عليه من اللباس، فما ينقضي آخرُ حديثه حتى يتمثّلَ عليه أحسنُ منه، وذلك أنّه لا ينبغي لأحدٍ أن يحزن فيها". قال: "ثمّ ننصرفُ إلى منازلنا، فيلقانا أزواجُنا، فيقلن: مرحبًا وأهلًا! لقد جئتَ وإنّ بك من الجمال والطِّيب أفضلَ ممّا فارقتنا عليه. فيقول: إنّه جالسنا ربَّنا الجبّارَ -تبارك وتعالى-، وبحقِّنا (?) أن ننقلبَ بمثل ما انقلبنا".
أخرجه الترمذي (2549) وابن ماجه (4336) وابن أبي عاصم في "السنّة" (585، 587) وابن حبّان (15/ 466 - 468) وأبو القاسم الحِنّائي في "فوائده" (ق/ 12 /أ - ب) وابن عساكر في "التاريخ" (المطبوع: 40/ 1 - 3) من طريق هشام به.
وإسناده ليّن: عبد الحميد ليس بالقوي كما قال البخاري وأبو حاتم والدارقطني، وضعّفه دحيم، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين. ووثّقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم -في أحد قوليه-، وقال العجلي وابن معين: لا بأس به. وهشام قال الحافظ في "التقريب": "صدوق مقرىء، كبر فصار يتلقّن، فحديثه القديم أصحُّ".
قال الحنّائي: "هكذا قال عبد الحميد: عن الأوزاعي عن حسان، وخالفه أصحاب الأوزاعي فرواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، قال: حدّثني من سمع حسان بن عطيّة، وقد تابعه على ذلك الوليد بن مزيد وغيره وهو أقرب إلى الصواب".