وتعالى- الجنة: لبنةً من ذهب، ولبنةً من فضّة، وغرسها، وقال لها: تكلّمي. فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}، فدخلتها الملائكة، فقالت: طوباك منزل الملوك". أخرجه البزّار (كشف- 3507)، وإسناده صحيح، الجُريري وإن كان قد تغير قبل موته إلا أن رواية حماد عنه قبل التغير كما قال
العجلي.
وأما حديث أنس:
فأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذمِّ البخل" -كما في "تفسير ابن كثير" (3/ 238) و"الدر المنثور" (6/ 196) - وأبو نعيم في "صفة الجنة" (17) من طريق محمد بن زياد الكلبي عن بشر بن الحسين عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنه مرفوعًا: "خلق الله جنّة عدن بيده ثمّ قال لها: انطقي. فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}. فقال الله: وعزّتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل". لفظ ابن أبي الدنيا.
والكلبي قال ابن معين: لا شيء. وقال صالح جزرة: ليس بذاك. (الميزان: (3/ 552) وبشر كذّبه أبو داود الطيالسي وأبو حاتم، وتركه الدارقطني. (اللسان: (2/ 21). فالسند تالف.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 193) والحاكم (2/ 392) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 403) من طريق علي بن عاصم عن حُميد عن أنس مرفوعًا: "خلق الله جنة عدن، وغرس أشجارها بيده، فقال لها: تكلمي. فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}.
وصحّحه الحاكم، فردّه الذهبي بقوله: "قلت: بل ضعيف". أهـ. وعلته علي بن عاصم فإنه ضعيف، بل منهم من كذّبه!.
وبالجملة فالحديث لا يثبت إلا موقوفًا على أبي سعيد، وروي نحوه من كلام بعض التابعين.